اسنكرت الهيئة التنفيذية للمجلس العام الماروني، خلال اجتماعها الدوري، برئاسة المهندس ميشال متى "الأحداث الدموية الأخيرة في بيروت، وتحديدًا في الطيونة وعين الرمانة"، مشددة على "ضرورة درء الفتنة عن هذه المنطقة الحساسة التي كانت خط تماس إبان الحرب الأهلية"، مطالبة "المسؤولين والأحزاب على حد سواء بالتحلي بالمسؤولية، في لغة التخاطب السياسي وعدم شد عصب الشارع، والشارع المضاد، لإبعاد شبح الحرب عن مجتمعاتنا، نظرا لحساسية المرحلة التي تتطلب منا جميعا الوعي وتضافر الجهود وضرورة إرساء الأمن تمهيدا لإجراء الإنتخابات النيابية المقبلة التي يجب أن تكون الوسيلة الوحيدة للتمثيل الصحيح".
وتوقفت، في بيان، عند "الوضع الاقتصادي الصعب الذي يعيشه اللبنانيون وبخاصة بعد رفع الدعم عن المحروقات على أنواعها، مع الزيادة الجنونية في أسعارها الذي أشعل بناره أسعار السلع الأخرى، بالتزامن مع أزمة الأدوية وساعات التقنين القياسي في التيار الكهربائي إن من جهة كهرباء الدولة أو المولدات الخاصة"، متمنية من الحكومة الجديدة "التي استلمت كرات النار هذه، الإسراع في الإصلاحات وإنجاز البطاقة التمويلية التي من شأنها تخفيف وطأة الأزمة عن كاهل المواطنين".
وحذرت الهيئة من "الهجرة الضخمة التي اجتاحت مجتمعنا اللبناني في الآونة الأخيرة، وبخاصةً من المسيحيين، لما لها من تأثيرات خطيرة على مستقبل لبنان الذي يخسر أصحاب الكفاية والعلم والقدرة الذين يهاجرون إلى مختلف البلدان هربًا من الأزمة الإقتصادية"، واعتبرت ان "خسارة الطاقات اللبنانية عموما سيؤثر سلبا على عملية النهوض واستعادة العافية، إلا أن هجرة العائلات المسيحية بشكل خاص ستخلق اختلالا خطيرا في التوازن الديموغرافي، لذا، ومن موقعنا المعني بهموم اللبنانيين عن قرب، ندعو إلى التنبه من هذه الظاهرة الخطيرة التي من شأنها أن تساهم في تأزم وضع الكيان اللبناني'.
وأكدت أن المجلس "تلقى بأسى وحزن كبيرين، خبر وفاة رئيس مكتب راعوية الشبيبة في البطريركية المارونية، ومدير المركز البطريركي للتنمية البشرية والتمكين في دير مار سركيس وباخوس، في ريفون، المونسنيور توفيق بو هدير، وأسف المجتمعون لهذه الخسارة الموجعة، وإنهم إذ يتقدمون بأحر التعازي بإسم رئيس وأعضاء المجلس والجمعيات التابعة له، من غبطة البطريرك مار بشارة بطرس الراعي ومن أهل الفقيد الغالي، راجين الله أن يسكنه فسيح جنانه ويلهم أهله وأحبائه الصبر والسلوان".
وختمت الهيئة، أنه "في إطار عمل المجلس الإنساني والإجتماعي، قومت الهيئة وضع التقديمات، وأوصت بمتابعة العمل، وبذل أقصى الجهود من أجل مساعدة الرعايا والجمعيات التابعة له، من خلال مراكزه الصحية التي تقدّم الأدوية والفحوصات الطبية شبه المجانية، وأثنى المجتمعون على نشاط لجنة المساعدات في المجلس، وتفانيها في العمل الإجتماعي، وقرروا إيلاء هذا الشق الإنساني مساحة أكبر من التقديمات لمساعدة المواطنين في مواجهة التحديات الناجمة عن الأزمة الإقتصادية".